×
محافظة الرياض

احتفالات العيد بطريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول

صورة الخبر

شون كانون يحاول التعويض عن خسارة مقدارها 35 ألف جنيه استرليني. مؤسس "كانون آند كانون"، الشركة المختصة باللحوم المعلبة في سوق برو في لندن، يعتقد أن هذا هو ما نتج عن هجوم إرهابي وقع أخيرا في المملكة المتحدة، من حيث المبيعات المفقودة، ونفقات الموظفين، والمخزون الضائع. وقال إن أيا من هذا لن تتم تغطيته من خلال بوليصة التأمين الموجودة لديه.وهو ليس وحده في ذلك. فقد كشفت الموجة الأخيرة من الهجمات في لندن ومانشستر وعبر أوروبا عن ثغرات كبيرة في الطريقة التي تعمل بها سوق التأمين ضد الإرهاب. هذه الثغرات تركت الشركات -ابتداء من صغار التجار، مثل "كانون آند كانون" مرورا إلى شركات أكبر بكثير- دون تغطية للأضرار الاقتصادية التي واجهتها.صناعة التأمين تدرك أن هناك مشكلة. وتعتزم شركة "بوول ري" Pool Re، شركة التأمين التي تدعمها الحكومة وتقف وراء 90 في المائة من بوالص الإرهاب التي تباع لشركات المملكة المتحدة، الضغط على الحكومة للسماح لها بتوسيع نطاق التغطية التي يمكن أن تقدمها.يقول جوليان إنويزي، الرئيس التنفيذي لشركة بوول ري: "نحن نجري مناقشات مع كل من الحكومة وشركات التأمين الأعضاء في بوول ري لضمان أن التغطية التي نقدمها تتطور لتلبية ما يعد سيناريو جديدا. مجموعة بوول ري هي أنموذج عمره 24 عاما، لكنه يحتاج إلى التطور". ويضيف: "الأمر يتعلق بالتأكد من أننا نتكيف مع الواقع المأساوي الجديد اليوم".هذا الواقع الجديد يتضمن تغييرا في نوع الهجمات التي يجري تنفيذها. بوول ري، وكثير من الشركات في سوق التأمين ضد الإرهاب، تم إنشاؤها منذ عقود ولأغراض مختلفة.وبحسب إنويزي: "إذا كنت تفكر في كيفية ارتكاب الهجمات في الماضي، فإن ما كان يفعله الجيش الجمهوري الإيرلندي هو تفجير مبنى من أجل إحداث أضرار في الممتلكات في محاولة لتدمير الاقتصاد. التهديد اليوم مختلف جدا. الغرض هو إحداث الخوف والذعر. لكن مع أن الضرر الاقتصادي ليس هدفهم، إلا أنه نتيجة لما يفعلونه".وتظهر النتائج على الشركات التي يصادف أنها قريبة من الموقع الذي يقع فيه الهجوم، مثل "كانون آند كانون" والتجار المجاورين في سوق لندن. وتواجه الشركات المتضررة خسائر في حركة البيع إذ أقامت الشرطة طوقا للتعامل مع حادث، وربما ضررا على المدى الطويل إذا انخفض عدد المتسوقين.ويمكن أن يكون الضرر الاقتصادي هائلا. مثلا، يقدر مسؤولون فرنسيون أن عائدات السياحة في باريس في النصف الأول من عام 2016 كانت أقل بمقدار 750 مليون يورو مما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2015 ويرجع ذلك جزئيا إلى هجمات في فرنسا وأوروبا.يقول إنويزي: "فجأة، ترى فجوة في التغطية، لأن لديك أضرارا اقتصادية تحدث بسبب انقطاع الأعمال، لكنها ليست ناتجة عن أضرار في الممتلكات". شركة بوول ري يمكن أن تعوض التاجر عن انقطاع الأعمال، لكن فقط إذا كان هناك أيضا ضرر في الممتلكات. هنا تعترف الصناعة بوجود مشكلة وتقول كيري أودواير، وهي مختصة في التأمين ضد العنف السياسي في شركة بيزلي للتأمين: "على مدار العامين الماضيين، كنا ندرك تماما أن هناك مشهدا متغيرا للمخاطر".ردا على ذلك استحدثت شركة بيزلي التي تبيع التأمين ضد الإرهاب في جميع أنحاء العالم، منتجات جديدة للسوق. أحدها يحمل اسم "القناص النشط"، يقدم تغطية إذا وقع هجوم على ممتلكات العميل. هذه البوالص تحظى بشعبية خاصة في الولايات المتحدة. ويسمى منتج آخر "فقدان الجاذبية" وهو يغطي خسارة الدخل حتى لو لم تكن هناك أضرار في الممتلكات.وطورت "إكس إل كاتلين" أيضا أحد منتجات فقدان الجاذبية. يقول دان أوكونيل، وهو مختص في تقييم مخاطر التأمين في شركة إكس إل كاتلين: "العملاء مهتمون جدا بذلك. إذا فتحتَ متجرك ولكنك لاحظت تراجعا في الأرباح أو الإقبال، فسنوفر لك بعض التغطية مقابل الانخفاضات في الإيرادات. تجار التجزئة والفنادق والشركات الترفيهية مهتمون بشكل خاص بذلك".المشكلة الأخرى هي أن الشركات الصغيرة يغلب عليها عدم شراء أي نوع من التأمين المستقل ضد الإرهاب. وعادة ما يتم استبعاد التأمين ضد الإرهاب من بوالص الشركات الصغيرة العادية التي تغطي مخاطر مثل المسؤولية العامة والتعويض المهني. التغطية المتخصصة في سوق التأمين ضد الإرهاب يغلب عليها أن تُشترى من قبل الشركات الكبيرة.تقول أودواير: "الشركات الصغيرة تحتاج إلى هذا أكثر من الشركات متعددة الجنسيات (...) إذا كنت تاجرا وحيدا وكنت تعتمد على الدخل، فإنك تحتاج إلى تغطية".ويدرك إنويزي أن السوق بحاجة إلى توسيع نطاق جاذبيتها. يقول: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن التغطية بأسعار معقولة ومناسبة في آن معا".التغييرات في التأمين ضد الإرهاب تأتي بعد فوات الأوان بالنسبة للتجار في سوق بورو. يقول دارين هاناجان، المدير الإداري لسوق بورو، إن التكاليف بين السوق نفسها والتجار ستبلغ ملايين الجنيهات. "معظم الخسائر لا يغطيها التأمين"، على الرغم من أنه يضيف أن "شركات التأمين تتحدث بطريقة توفيقية".تنازل هاناجان عن الإيجارات خلال الأيام الـ11 التي تم فيها إغلاق السوق، كما تم إنشاء صندوق دعم للتجار جمع حتى الآن 95 ألف جنيه. مقابل الهدف الأولي البالغ 50 ألف جنيه، هذا إنجاز مثير للإعجاب. لكنه لن يكون كافيا لتغطية الخسائر التي تكبدها التجار.يقول هاناجان: "إذا كنت وحدك صاحب محل ولا يعمل معك أحد، فلن تضطر إلى خسارة كثير من المال لكي تتعرض لضربة كبيرة للتدفق النقدي".تركت التجربة برمتها كانون عازما على الاستمرار، لكنها جعلته مستاء جدا من صناعة التأمين. يقول: "عندما ترى فيض الكرم من الجمهور، فإن إغلاق شركات التأمين الباب يظهر أنه ليست لديهم أي مسؤولية مؤسسية أو اجتماعية ولا يهتمون بعملائهم. يجدر بهم أن يخجلوا من أنفسهم".Image: category: FINANCIAL TIMESAuthor: أوليفر رالف من لندنpublication date: الأحد, يونيو 25, 2017 - 03:00