قال تعالى في سورة المائدة (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكانما قتل الناس جميعا) هناك عبارة تقول (توقع الكارثة أشد هولا من وقوعها) والحمدلله أن الكارثة لم تقع بفضل يقظة رجال الأمن في المملكة العربية السعودية الذين أجهضوا هجوما انتحاريا وشيكا على الحرم المكي ليلة التاسع والعشرين من رمضان وفيها يختم القرآن ويكون الحرم المكي مزدحما ومكتظا وأي حادث إرهابي ستكون تداعياته خطيرة ونتائجه وخيمة ومدمرة.قال تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فقد كانت هناك ثلاث مجموعات اثنتان في مكة وواحدة في جدة لتوفير الدعم اللوجستي الإرهابي الذي فجر نفسه بعد اكتشاف أمره وقد كان موجودا في منزل على بعد عدة كيلومترات من الحرم المكي ولولا لطف الله ويقظة رجال الأمن لتحول عيد الفطر إلى مأتم ومجلس عزاء في العالم الإسلامي ماعدا الدول المتوقع تورطها في هذا الحادث الإرهابي وهي معروفة وأشهر من نار على علم .لاشك أن المملكة العربية مستهدفة من التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها ولعل الأكثر استهدافا في المملكة هو الحرم المكي والنبوي وللعلم فقد وقع حادث إرهابي بالقرب من المسجد النبوي في رمضان الفائت وقت الإفطار وقد سقط عدة شهداء من رجال الأمن فهؤلاء الكلاب الإرهابيين يختارون شهر رمضان لتنفيذ عملياتهم وجرائمهم رغم أن شهر رمضان من الأشهر الحرم وله قدسية ولكن هؤلاء الإرهابيين هم من الفئة الضالة التي ليس لها علاقة بالإسلام من بعيد أو قريب.إن بصمات الراعي الرسمي للإرهاب نظام الولي الفقيه واضحة في كل الحوادث الإرهابية التي تستهدف الحرم المكي والنبوي واليوم دخلت على الخط دولة أخرى لها ارتباط استراتيجي بالنظام الإيراني نظرا لعلاقتها المشبوهة بالتنظيمات الإرهابية وتحولت مقرا لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي .إن الأوراق أصبحت مكشوفة بالنسبة للتنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها وكما يقول المثل (طفح الكيل وبلغ السيل الزبى) فهناك تكتل وحلف لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وهو يتشكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين وجمهورية مصر وطبعا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والدول المشاركة في الحلف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والحرب القادمة ستكون شرسة وضد التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها التي توفر لها التمويل.بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وولي عهده الأمين والشعب الكويتي الكريم والأمة العربية والإسلامية وأن يحفظ الله الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من كل سوء ومكروه وأن يجعل كيد كل من يضمر السوء للمملكة العربية السعودية في نحره وعلى الباغي تدور الدوائر.أحمد بودستور