×
محافظة القصيم

وفاة منفذ ألعاب نارية خلال حفلة العيد بالرس

صورة الخبر

وجد مطهر (32 سنة) في قصف الطيران أهدافاً عسكرية في حي بيت بوس جنوب صنعاء فرصة للاستقلال عن بيت والده والانتقال مع زوجته وطفليه إلى شقة استأجرها في حي الزراعة، فيما انتهى الخلاف بين حامد (30 سنة) ووالده حول الموقف من انقلاب ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بخروج حامد من المنزل والسكن في شقة مفروشة يقول مقربون منه إن حزب الرئيس السابق استأجرها له. ويعترف مطهر في حديث مع «الحياة»، بأنه ظل وزوجته لسنوات يكتمان رغبتهما في مغادرة بيت الأسرة والاستقلال في بيت خاص بهما، وذلك «خوفاً من إغضاب الوالد والوالدة». وأشار الشاب إلى أنه وجد في فزع طفله حمزة من أصوات الطيران والقصف مبرراً ليقنع والديه بالانفصال عن سكن العائلة الكبيرة. شبان كثر غير مطهر يلجأون إلى الحيلة والأساليب الالتفافية لتحقيق حلمهم في السكن بعيداً من بيت الأسرة وبعض المشكلات الأسرية، علماً إن كثيراً من هذه المشكلات تنشب بين المتزوجين وترجع إلى رفض الزوج طلب زوجته الاستقلال في السكن. وعلى رغم توافر شرط الاستقلال المادي لبعض الشبان إلا أن الثقافة التقليدية ما زالت تحكم العلاقات الاجتماعية. ويحصل مطهر الذي يعمل في شركة قطاع خاص على راتب جيد يمكنه من استئجار منزل خاص به، لكن «الخشية من زعل الوالدين» أبقته منذ زواجه قبل 6 سنوات متردداً في اتخاذ مثل هذا القرار. وبحسب الاختصاصية الاجتماعية منى عبدالعزيز، تلعب قيم الثقافة الإسلامية، ومنها طاعة الوالدين، دورا كبيراً في اتخاذ الأبناء القرارات التي تخص حياتهم. وتقول عبد العزيز لـ «الحياة» إن محدودية انتشار الأسرة النووية المكونة من الزوج والزوجة والأبناء مقابل استمرار الأسرة الممتدة المكونة عادة من الأب والأبناء وزوجاتهم والأحفاد لا تعود فقط إلى طاعة الأبناء للآباء بل وإلى الطبيعة التسلطية لشخصية الأب الكبير. وأفاد عدد من الشبان الذين استقلوا أخيرا في منازل أو شقق خاصة بهم، بأن مساحة الحرية صارت أكبر بالنسبة إليهم وإلى زوجاتهم، فيذكر مطهر مثلاً أن زوجته لم تكن تجرؤ قبلاً على سماع الأغاني بصوت مرتفع كما كان هو نفسه يتحرج في دعوة أصدقائه إلى المقيل وتخزين القات عنده. ولئن وفرت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من سنتين فرصة لمطهر للاستقلال في السكن، بيد أنها تسببت في ترك البعض مساكنهم والانتقال إلى منازل ذويهم أو ترحيل عائلاتهم إلى القرى. فقد اضطر غسان ياسين (35 عاماً) وزوجته إلى ترك شقتهما والعودة إلى منزل والده. ويقول لـ «الحياة» إن امتناع الحكومة اليمنية عن صرف مرتبات الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية دفع ببعض الملاك إلى طرد المستأجرين. وإضافة إلى نحو 800 ألف موظف حكومي توقفت رواتبهم منذ 9 شهور، تسبب انهيار الاقتصاد اليمني الضعيف أصلاً بتوقف عدد من مؤسسات الأعمال الخاصة وتسريح عمالها. وقال سكان في صنعاء والحديدة إن بعض الأسر التي فقدت مصادر دخلها اتخذت من الرصيف سكناً مستعينة بالخيام والكراتين، في وقت استولت عناصر محسوبة على ميليشيات الحوثيين والمقاومة الشعبية على منازل مواطنين في وقت تتهم المليشيات الانقلابية بتفجير عشرات المنازل التابعة لخصومها السياسيين. ومع تفشي الفقر والمجاعة اضطرت بعض العائلات إلى بيع أثاثها وحلي الزوجات، فيما ذهب المتزوجون الجدد إلى اعتماد التقشف في السكن والأثاث أو شراء أثاث مستعمل، غالباً ما تتولى الزوجة اختياره.