أكد أئمة وخطباء العيد أن العيد موسم فرح وسرور، ووصل للرحم، وهو يوم للمحبة والسلام، ودعوا المسلمين للتواصل في هذا اليوم الذي يمثل فرصة للسماحة وإزالة الأحقاد، فمن كان يرجوا مسامحة الله له، فليسامح عباد الله. جاء هذا في خطبة عيد الفطر المبارك بعدد من المصليات في الدولة. وقدم عدد من المصلين من مختلف الجاليات الإسلامية التهاني لبعضهم البعض عقب صلاة العيد، متمنين حفظ البلاد من كيد الأعداء. ورصدت كاميرا «العرب» الحضور الخليجي الكبير بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، خصوصاً من أبناء سلطنة عمان الذين تنادوا مع الأشقاء من الكويت لقضاء عطلة عيد الفطر بدولة قطر التي تعاني من الحصار من قبل بعض الدول الشقيقة، هذا الحصار الذي امتد من الثلث الأول من شهر رمضان حتى هذه الأيام المباركة. وذكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي المصلين بنعمة الوطن الآمن المستقر وتوفر الأرزاق. وقال فضيلته في خطبة العيد بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب إن أغلى ما يملك المرء في هذه الدنيا وطنه وبلاده التي تربى فيها وترعرع، وتعلم وعرف وكبر فيها أهله وأرحامه وأحبابه وخلانه، مضيفاً أن للوطن على الإنسان حق كبير في رعايته وحراسته ودفع العدو عنه، والقيام بالواجبات والمسؤوليات نحوه. وناشد المصلين بحراسة بلادهم، مذكراً بالمآسي التي يشهدها المسلمون اليوم بسبب فقد الأوطان وخراب الديار. وبدوره حث فضيلة الشيخ الدكتور محمود عبدالعزيز يوسف في خطبة العيد التي ألقاها بجامع عقبة بن نافع بمنطقة الريان الجديد المسلمين على اغتنام فرصة العيد لمواصلة أرحامهم، محذراً من أن عقوبة قطع الرحم من الذنوب التي يحاسب صاحبها في الدنيا أولاً. وقال فضيلته إن العيد علامة الوصل بين المسلمين، فلا هجران ولا قطيعة، مؤكداً أن قطيعة الرحم من الذنوب التي تُعجل عقوبتُها في الدنيا، زيادة على ما يُدَّخر لصحبها من العقوبة في الآخرة، فقد أخرج أبو داود من حديث أبي بكرة مرفوعاً: «مَا مِن ذنبٍ أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم». وأضاف أن من عقوبة قاطع الرحم أنه قد عرض نفسه لعدم استجابة الدعاء، فقد رُوي أن ابن مسعود كان جالساً في حلقة بعد الصبح في المسجد فقال: انشد اللهَ قاطعَ رحم إلا قام عَنَّا، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبوابَ السماء مرتجة دون قاطع الرحم.;