لا شك أن لكل مرض أعراضه الدالة عليه التي تعرفها من أول نظرة لشخص متعود أن تراه متعافيا، وفجأة تشاهد ملامح وجهه متغيرة كاحمرار الجبين ونعسان العينين وذبول الشفاه، وهنا يجب أن تدخل وتنصحه بالذهاب إلى الطبيب تجنبا لتفاقم المرض. لكن ماذا عن مرض الأندية؟ الأندية لا تختلف كثيرا عن ما يصاب به الإنسان من أمراض، بل معدل ظهور أعراضه لدى الأندية أسرع وأخطر، وبالتالي على الإدارات أن تقوي مناعتها قبل فوات الأوان. من أشهر الأمراض انتشارا وشيوعا بين الأندية مرض الانشقاق، والذي عادة يؤدي إلى عاهة مستديمة تفقد الأندية القدرة على المنافسة وجلب البطولات، ومرض الانشقاق له أنواع متعددة كالانشقاق الشرفي، والذي يعد داء مزمنا يصعب علاجه على المدى القصير، وإنما يحتاج إلى صبر أكبر حتى يتم الشفاء منه، وهو لا يظهر بسهولة، وإنما يحتاج إلى وقت لاكتشافه؛ كالذي أصاب النادي الأهلي وأبعده عن تحقيق البطولات لسنوات عجاف، برغم كل الإمكانيات التي يتمتع بها الأهلي، وإن كان القائمون على النادي قاموا بمعالجة جزء كبير منه بالمضادات الشرفية التي تناولها على مدار فترات متعاقبة، إلا أنه لا يزال يعاني من أثرها حتى الآن، ولا سيما في بطولة ذات النفس الطويل، وما يقال عن الراقي ينطبق على الوحدة وما يعانيه من تدهور كبير بسبب الانشقاق الشرفي. النوع الثاني الانشقاق الجماهيري، وهذا ربما يستطاع معالجته في مرحلة مبكرة إذا استطاعت الإدارة اكتشافه وعلاجه قبل أن يستفحل، كما هو حاصل الآن في نادي الهلال حول مدرب الفريق سامي الجابر، وهو مرض غير معدٍ ولا يدعو للقلق ويمكن الشفاء منه. والنوع الثالث يعد من أخطر الأمراض، كونه ينتقل عبر قنوات مستقلة تحمل جينات ذات منفعة، وهو الانشقاق الإعلامي الذي أصاب الاتحاد وأدخله في غيبوبة دون أن تطفو أعراضه أو يعيه الجمهور. الإدارات القوية السابقة نجحت في مقاومته، إما بالكي أو «بالمسكنات»، إلا انه عاد للظهور مرة أخرى بصورة أقوى متغلغلا في أعماق الجهاز التنفسي لحد الاختناق قبل ظهور أعراضه، وبات يشكل خطرا كبيرا على روح العميد وصلابته في ظل وجود إدارات مترهلة مرت على النادي مرور الكرام لم تستطيع حمايته من الفيروس الذي انتقل عبر مجموعة من إعلاميين حاملين له لا ينالون جهدا في تبديل مبادئهم أو قناعاتهم من أجل تحقيق مآربهم لمجرد ابتعاد رئيس واقتراب آخر. الغريب والعجيب أن الانشقاق الإعلامي يقوده زمرة من الإعلاميين الذين لا نزال نتذكر مواقفهم السابقة مع بعض الرؤساء، وكيف كانوا يجلونهم ويصفونهم بالشيوخ والسادة، بل البعض منهم لم نعرفهم إلا من خلال منابر أولئك الرؤساء لم يكن لهم وجود قبل أو بعد، والبعض الآخر متسلقون على أكتاف المراكز الإعلامية حتى علا لهم شأن وبدوا يهمسون همسا، وآخرون نسمع أصواتهم ولا نرى صورهم ظلوا حبيسي التوجهات وظهروا منتكسين على أنفسهم متوحشين في حساباتهم التويترية، وآخرون يسعون إلى تأسيس جيل جديد من الإعلام المنساق لا لشيء وإنما لتحقيق مأربهم.. لينام الاتحاد مريضا على صدور أقلامهم بداء بلا دواء، بعد أن افتك فيروس ذلك الإعلام بالجمعية العمومية.