×
محافظة المنطقة الشرقية

مارك : فخور بفريقي واستطعنا مجاراة الهلال رغم قوته الجابر: الفيصلي صعب ولعب على أخطائنا ... وسعيد بعودة الدوسري

صورة الخبر

قبل سنة تقريباً، لاحظت صديقتي أن علامات قلة النوم المرتسمة على شكل دوائر رمادية حول عيني بشكل دائم قد ازدادت قتامة في الآونة الأخيرة، وهذه العلامات كما تعلمت من خبرتي معها تزداد قتامة طرديا مع طول مدة السهر. صديقتي تعلم أنني من أولئك الذين يكتفون بساعات قليلة جدا للنوم لا تكاد تتعدى في أفضل الأحوال الخمس ساعات خلال الأربع والعشرين ساعة تكون عادة موزعة ما بين الليل والنهار. وقد اعتدت على هذا النظام منذ سن المراهقة حتى أن صديقات تلك المرحلة كن يدعونني ب "الآنسة فاتن حمامة" نسبة لفيلمها المشهور بين مراهقات تلك الأيام وهو فيلم "لا أنام". أنا أيضاً كفاتن حمامة.. لا أنام، وعيوني كعيون نجاة الصغيرة أو عيون قلبها التي تظل "سهرانة.. ما بتنامشي"! ولأن أسبابي في السهر تختلف عن أسباب فاتن حمامة المتعلقة بتأنيب الضمير وأسباب نجاة الصغيرة المتعلقة بالقلب وما يريد، اعتبر نفسي محظوظة بالسهر الحر غير المرتبط بتلك الأسباب المضنية، ربما لأنه يوفر لي المزيد من الوقت لكي أمارس فيه الكثير من الأعمال ما بين قراءة وكتابة وشؤون حياتية أخرى. لكن مدة السهر خلال الشهور القليلة الأخيرة يبدو أنها زادت قليلا فزادت معها قتامة الدائرتين الرماديتين العزيزتين حول عيني وهو ما دفع الصديقة الحنون إلى تنبيهي لكي أعالج الأمر وأزيد من ساعات نومي قدر استطاعتي. قلت للصديقة العزيزة التي لا تشبع من النوم أن الإقلاع عن عادة السهر واللجوء للفراش بوقت مبكر ليس بهذه السهولة، فالسهر بالنسبة لي ليس عادة دائمة تراكمت عليها السنوات وحسب، بل نظام حياة تكيفت معه صحيا أيضا، فلا أكاد أشكو من أمراض بسببه حتى الآن ولله الحمد، كما أنني لا أشعر بالإرهاق من جرائه، وربما العكس هو الصحيح، فكلما زادت فترة نومي عن معدها الطبيعي صحوت بمزاج سيئ وإرهاق غريب من النوم.. ثم إنني أحببت هاتين الدائرتين اللتين تحيطان بعيني من باب التأقلم والرضا عن الذات والتصالح من الشكل، حتى أنني لا أحاول إخفاؤهما بالمكياج كما تفعل كثير من النساء اللواتي يعانين من هذه الظاهرة.. فلماذا إذاً أنام أكثر مما أحتاج فأضيع تلك الساعات الإضافية التي يمكنها أن تضيف لي الكثير من الفوائد في ظل ما أعانيه من الشعور الدائم بضيق الوقت؟ صباح أمس زارتني تلك الصديقة العاشقة للنوم، بعد طول غياب، فكان أول ما لاحظته عليها بوادر دائرتين رماديتين ارتسمتا حول عينيها الجميلتين، ولأن الأمر يعنيها فسألتها بما يشبه الشماتة عن سببهما. ولأنها عرفت قصدي بسرعة أجابت: ومن الذي ينام هذه الأيام؟ مصر.. سورية.. وأحوال كل العواصم العربية تجعلنا لا نكاد ننام.. ننتظر الخبر وراء الخبر.. والأخبار كلها سيئة للأسف!.. لكن لا تخافي.. لن يصبح السهر عادة لي كحالتك. أجبتها بأسى: مادمت متأكدة أن أسبابه "عربية فقط".. فيبدو أنه سيصبح عادة لكل الأمة وليس لنا وحدنا يا صديقتي!