×
محافظة المنطقة الشرقية

النفوذ الإيراني في العراق أكبر من دور الولايات المتحدة

صورة الخبر

في الحروب التقليدية بين جيشين نظاميين عادة ما تكون «الشعوب» البعيدة عن خط المواجهة خارج الصراع الدموي والمأزق الاقتصادي إن لم تكن حروبا طويلة الأمد، وأغلب ضحايا هذه الحروب الجنود، فسكان المدن القريبة من أرض المعركة يتم ترحيلهم بعيدا عن خط المعركة. بيد أن حروب أو صراع الشعوب المحتلة تختلف في طريقتها وحتى في مأزقها، إذ إن الشعوب هي من تدفع الثمن عادة وبنسبة كبيرة جدا، فأغلب ضحايا هذه الحروب مدنيين عزل، أوقعهم الاحتلال والصراع داخل مأزق أخلاقي، فرب الأسرة المطالب أخلاقيا بحماية زوجته وأطفاله، هو مطالب أيضا أخلاقيا أن يحمي قضيته والمناضلين المتخفين عنده أو بجواره، الذين لا يستطيعون الخروج للمواجهة كما يحدث بين جيشين، حتى لا تصطادهم طائرات المحتل، فهم - أي المناضلون - لا يملكون العتاد ليتحولوا لجيش منظم قادر على المواجهة التقليدية، فيضطرون لحرب العصابات التي عادة يدفع المدنيون ثمنها فيقتل مناضل في القصف مقابل أسرة أو أسر تقطن نفس السكن. وهكذا يمض المدنيون المحتلة أوطانهم جل حياتهم داخل هذا المأزق، إما أن يخون قضيته والمناضلين غير القادرين على المواجهة التقليدية بالحروب فلا يتستر عليهم ويمنعهم من تخزين أسلحتهم، أو يخون أسرته فلا يحميها لتضربهم طائرات المحتل. يزداد المأزق اتساعا حين يترك العالم بأكمله شعبا أعزل ومناضلين بلا عتاد ضد طغيان وإجرام المحتل، فلا يساندونه فيبدو مصيره أقرب لمصير «الهنود الحمر»، نضال لن يؤدي إلا لمزيد من قتل الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، أو استسلام يجعلهم كمالكي الأرض الحقيقيين «الهنود الحمر» يقطنون ركنا بعيدا في زاوية الدولة الجديدة، مهملين ومنسيين وبلا حياة كريمة. يصبح مأزق الشعوب المحتلة كارثة عظمى حين يشاهد قادة المناضلين يتحاربون على مناصب بلا دولة، أو يحرج كل منهم الآخر بحثا عن مكاسب سياسية، فتلغم القضية العادلة للشعب المحتل بمزيد من الخيانات، إذ إن كل قائد لفرقة يرى من لا يوافقه بالخائن للقضية، فتضاف خيانة جديدة لذاك الأعزل المسن الذي نقل أبناءه وأحفاده وجيرانه وأطفالهم على عربة هربا من قصف الطائرات بدون طيار الذكية والعمياء، وعليه أن يحدد من جديد لأي القادة المناضلين سيلجأ، أو أي الخيانات سيختار. saudaljarad@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة