** أعجب ما في الموقف الأمريكي من الأعمال الإجرامية اليومية التي تقوم بها إسرائيل لقتل الأبرياء والآمنين في غزة.. أن يكرر مسؤولوها القول إن بلادهم مع حق اسرائيل في الرد دفاعا عن مواطنيها.. وهم يعرفون تمام المعرفة من الذي زحف بقواته البرية وعبأ الاحتياطيين لديه وأطلق العنان لطائراته لكي تهاجم الأحياء المدنية وتقتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ على مدى الساعة. ** فأي رد هذا الذي يتحدث عنه البيت الأبيض ويكرر الحديث عنه وزير الخارجية «كيري» في وقت يتحدث فيه عن جهود مطلوبة لإيقاف الحرب.. وأي حرب هذه يتحدث هو عنها؟! ** إن الحروب ـ كما نعلم ـ ويعلم هو.. تقوم بين جيوش متكافئة.. وهذا غير متحقق بالمرة بين مقاومين يدافعون عن الأرض.. ويقاومون الاحتلال وبين آلة عسكرية هائلة يملكها طرف استمرأ القتل والغرق في بحور من دماء الأبرياء.. ** لذلك نقول.. إن هذا المنطق المعكوس لا يحل مشكلة ولا يقيم سلاما لأنه يفتقد أبسط مقومات العدالة.. حتى وإن كان السبب في كل هذا ـ كما تدعي إسرائيل ـ وتجد فيه مبررا هو قتل ثلاثة من الإسرائيليين في ظروف غامضة حتى الآن.. وهو العمل الذي لا نقره ولا نقبل به ولكننا والعالم كله لا يجدون فيه ما يبرر هذه المجازر اليومية الساحقة وتجد غطاء أمريكيا ومبررات غير مقبولة تساوي بين الجلاد والضحية.. بل تقف إلى جانب الجلاد وتنصره وتشد أزره.. فأي عدالة هذه.