×
محافظة المنطقة الشرقية

مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادثة تصادم بطريق ضرماء

صورة الخبر

الطفولة بستان الفرح المخصب، والضحكة المعرشة على أردان الضياء وأرجوحة الياسمين الغافي، نضفر من خصلات الطفولة رشقة العطر المباح في حدائق المساء، فالطفولة مؤنسة في الغربة وفي زمن العواصف وانسداد دروب السلوى والحلم الوضيء، الطفولة رائحة التفاح وحمامنا الزاجل واخضرار الفجر المتوج فوق غلالة الصباحات الرحبة، وقوارب النور المنسكب، تفعل الطفولة في الأوردة كما يفعل المطر في مسامات الطين، ومعاطف الشجر وقيعان العطش الضرير، الطفولة نداء المحبة وسراج الأرواح البيضاء، ونضارة الأزاهير فوق تلال المدن والقرى والأرياف السعيدة، يقول الشاعر بدوي الجبل: "ويا رب من أجل الطفولة وحدها.. أفض بركات السلم شرقاً ومغربا، وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها.. إذا غردت في موحش الرمل أعشبا، ويا رب حبب كل طفل فلا يرى.. وإن لج في الأعناق وجها مقطبا، وهيئ له في كل قلب صبابة.. وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبا"، ولكن الشاعر سيف الرحبي لا يبصر ذلك الحضور الجمالي للطفولة، حين تذبح تحت جبروت النار وانطفاء الحياة وخريف النهايات الدامية، حين يمتطيها القتلة والجلادون، فما أصعب الفراق ما بين العين وماء العين، وما بين الغابة وحفيف النسيم الجامح، وما بين طيور النوارس وزرقة البحر، يقول الرحبي: "يا شجر السنديان ويا سمو الصفصاف، حنوك على الموتى حنو المرضعات على الفطيم وأعمق منه حنو الأم "السورية" على ابنها القتيل، دموع اليتامى في صفائها الملتهب في انسيابها المضطرب جدول شفيف أضاعه في زمن ما نهر بردى، فها هو يبحث عن قبلته وسط الأزقة والحطام، دموع اليتامى تهيئ العالم لمعركة قادمة"، إنما الشاعر سليمان العيسى يرى في الطفولة ينابيع الضياء، وصوت الفطرة ووهج الرمضاء، ورجع الطيوب ووشوشة الجمال على الذرى: "العصافير التي تبدعنا حين تغني فهي الشعر المصفى والغناء، قيل لي: يدعوك أطفالك للعيد البهيج عيدهم ينداح أضواء وأفراحاً على رمل الخليج، عيدهم عيد الصغار كيف لا يحملنا الحب إليهم؟ كيف لا أسكب عمري نغماً في شفتيهم، كيف لا أشرب من أيديهم ضوء النهار؟ كيف لا أكتب شعري "سمفنيات" عصافير وآتي للقاء حين تدعوني الفراشات التي تفتح أبواب السماء؟ للينابيع البريئات أغني للتي قد حرمت إيماءة الشمس ودفء المطمئنِّ، أنا منها منذ جددت دمائي وهي مني أسعد اللحظة عصفور يغنيني أغنيه سواء"، ولكن محمد عفيفي مطر يرسم صورة طفل بائس مخطوف، يصعد من أعماق القلب ويبكي من غرغرة الرعب: "طفلي يتخاطف سيف البرق ويركض في الأمطار.. يتردد صوت خطاه خلال الظلمة في الآبار ينطلق غناء وهواء في البرية، طفلي يرقد في أقبية البحر يطير بسروال من زبد ويحط بنافذة الميناء، فيخاف عويل الطرق الأسفلتية ويطير ليهرب في الصحراء نبعاً ونخيلاً ونشائد حب بدوية".