المتاحف هي إحدى دور الثقافة التي تعرض ماضي وحضارات الأمم السابقة بشكل غاية في الروعة والجمال، كما أنها تعد إحدى وسائل الجذب السياحي والثقافي على مستوى العالم. قبل عدة أيام قمت بزيارة لمتحف أو تحفة «اللوفر» الذي يعد أفضل متحف على مستوى العالم ويزوره أكثر من 9 ملايين شخص سنوياً، فهو يضم عديداً من الثقافات والحضارات المختلفة على مر العصور. ما أبهجني وأسعدني وجود الحضارة الإسلامية تحت مسمّى «جناح الفن الإسلامي» الذي افتتح قبل عامين، ويضم أكثر من 3 آلاف قطعة وتحفة فريدة منتقاة من بين 18 ألف قطعة تعود لأكثر من 12 قرناً. تتنوع القطع المعروضة بين روعة الأدب وجمال الخط وحسن العمارة وبديع الابتكارات وعديد من القطع الساحرة. الجناح له طابع ثقافي، حضاري، دعوي، تاريخي في غاية الأهمية فهو يعكس للملايين الذين يرتادون المتحف من مختلف الثقافات والديانات حول العالم رقي هذه الحضارة وروعتها وينقل الصورة الحقيقية للإسلام. جناح الفن الإسلامي تم بناؤه بمساهمة كريمة من سمو الأمير الوليد بن طلال الذي تبرع بـ 23 مليون دولار، وهو إحدى المبادرات التي يشاد بها لما فيها من خدمة للإسلام والمسلمين، وما هي إلا امتداد للدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في نشر الحضارة والثقافة الإسلامية. راجياً من الهيئة العامة للسياحة والآثار والمهتمين بالجانب الثقافي تبني إنشاء متحف جاذب مماثل يُعنى بالحضارة الإسلامية في أطهر بقعة على وجه هذه البسيطة أو في طيبة الطيبة لتكون جرعة ثقافية تضاف للزائر والحاج والمعتمر. كما أتمنى في السنوات القليلة القادمة أن أكتب مقالاً عن هذا المتحف.