صحيفة مكة - الرياض أكد مجلس الشورى أمس أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقود الحرب على الإرهاب، ويستنفر فيها كل الجهود والطاقات للقضاء على المنطلقات الفكرية التي يعمل من خلالها شرذمةٌ تتسمّى بالدين الإسلامي، وهو منها براء. كما تتأكّد دعوته -أيده الله- في هذه الظروف الحرجة التي شهدت فوضىً مدمرةً للعالم العربي، وهيأت المناخ المناسب لنشاط جماعات الإرهاب والتطرّف، في حين أنها تفتقد الفقه الشرعي والأفق السياسي. كما نوه المجلس بالرسالة المباشرة والواضحة التي حملها خادم الحرمين الشريفين لعددٍ من سفراء الدول الشقيقة والصديقة مؤخرًا، والتي تؤكد حرصه -حفظه الله- على أمن وسلامة الشعوب في مختلف دول العالم، ورؤيته الثاقبة التي أكسبته احترام دول العالم. وكان مجلس الشورى نوّه بالمضامين المهمّة للكلمة الضافية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي يوم الخامس من شهر شوال 1435هـ، والتي جاءت في توقيت تحدق فيه الأخطار بالعرب والمسلمين والعالم أجمع. جاء ذلك في بيان لمجلس الشورى تلاه رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مستهل جلسته العادية الحادية والخمسين التي عقدها المجلس أمس برئاسة معاليه، وقال البيان: «إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قد جدد في كلمته الضافية توجيه الرسائل المبينة للحق التي تنبع من مسؤوليات المملكة العربية السعودية؛ باعتبارها محضن الحرمين الشريفين، وأرض الرسالة، حيث أكد -أيده الله- على أن الدّين الإسلامي براء من أفعال بعض المحسوبين عليه، ولا يمكن ربط أعمالهم وجرائمهم بدين، أو عِرق، أو طائفة، كما حذّر من الأعمال الإرهابية، وجرائم الحرب التي قامت بها قوات الاحتلال ضد أشقائنا في فلسطين خلال العدوان الإسرائيلي الجائر على غزة، الذي انتهى باتفاق هدنةٍ مخلفًا وراءه الأشلاء والدماء والمآسي في العشرات، بل المئات من البيوت الفلسطينية بقطاع غزة». وأشاد المجلس بالرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين أن يكون التصدّي للإرهاب بشكلٍ جماعيٍّ، نظرًا لتعدّد جماعات القتل وامتدادها الجغرافي، الأمر الذي يحتّم أن يتكون لدى المجتمع الدولي منظومة إقليمية ودولية لمكافحة الإرهاب فكريًّا وأمنيًّا وماليًّا. كما نوّه المجلس بالتبرّع السخي الذي قدّمته المملكة مؤخرًا للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي بلغ 100 مليون دولارٍ، إضافةً إلى 10 ملايين دولارٍ قدّمتها المملكة في وقتٍ سابقٍ. وَعَدَّ المجلس هذه المبادرات السخيّة حافزًا للمجتمع الدوليّ ليقوم بدعم المركز، وإطلاق أعماله ليكون أحد الدروع التي تصدّ خطر الإرهاب. ودعا مجلس الشورى برلمانات الدول الأخرى إلى العمل على حثّ حكوماتها بالحذو حذو المملكة العربية السعودية تجاه هذا المركز، والعمل المشترك من أجل تحجيم الإرهاب، والحدّ من أخطاره. وأشار المجلس في بيانه إلى الكلمة التي ارتجلها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ووجّه خلالها العلماء بالعمل المتواصل لفضح خطط دعاة الشر والفتنة.