عشرة أعوام أو تزيد ووزارة التعليم العالي تحقق إنجازات متلاحقة تصب كلها في تطوير الجامعات وتوفير الدعم المناسب لها، وفي سبيل ذلك أنشأت المركز الوطني لإحصاءات التعليم العالي (المعلومات) وفي هذا تعزيز لعمل الباحثين وكل من له علاقة بصنع القرار، وأوجدت أيضاً صندوقاً للتعليم العالي (تطوير) والمركز الوطني للقياس والتقويم حيث جاء ليكون بلسماً لتحقيق أقصى درجات العدالة لتصنيف طلاب وطالبات التعليم العالي وصحب هذا الأمر (العام التحضيري) الذي يسبق الدراسة الجامعية وتم إقـراره من معظم الجامعات السعودية. في هذا السياق لابد أن نذكر بكل اعتزاز ما أقدمت عليه وزارة التعليم العالي من التركيز على جودة التعليم في الجامعات ،وما انتهى إليه الأمر من تأسيس الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي. إن خطة التنمية الثامنة أولت قطاع التعليم العالي اهتماماً كبيراً وقد تم تحقيق معظم ما نصت عليه الخطة بل أنها تجاوزت ما نصت عليه الخطة من حيث توفير فرص القبول أو من حيث أعداد المبتعثين وغير ذلك. إن التعليم العالي في بلادنا وغيرها يواجه تحديات متلاحقة يأتي في مقدمتها التطوير في تقنية المعلومات والاتصالات، وهناك تغيير معرفي متسارع، وهناك ظروف وأجواء تستوجب منا ملاحقة كل هذه التغييرات والمواكبة المعرفية وبذل المزيد من الجهود لتشجيع البحث العلمي وتعزيز دوره، وفي هذا السياق لابد أن أشير إلى أن معظم الجامعات في العالم تركز على ثلاثة أمور: التدريس الجامعي، البحث العلمي، خدمة المجتمع وتتفاوت النسبة المئوية في العناية لكل أمر من هذه الأمور الثلاثة، إلا أن بعض جامعاتنا اختزلت كل المهام الثلاث في التدريس الجامعي واهتمت جزئياً بالبحث العلمي وأغفلت -دون قصد - «خدمة المجتمع» ظناً منها أن برامج كليات خدمة المجتمع تسد الحاجة بمهمة خدمة المجتمع المتعارف عليها في الجامعات الأخرى ومع هذا فقد نسيت التأكيد على مشاركة الشركات والمصانع في تقديم دورات تدريبية على رأس العمل ، وإعداد برامج توعوية لتحفيز إسهامات القطاع الخاص في مجال التعليم العالي وفق ما نصت عليه استراتيجية التنمية لقطاع التعليم العالي وتنشيط المسرح الجامعي وإقامة المسابقات الرياضية وغيرها بين الجامعات، كما أن تنامي نسبة الطلاق في المجتمع السعودي من مسئوليات ومهام خدمة المجتمع ، وكذلك غياب الوعي المالي وانتشار المخدرات وآفة الفكر المنحرف وغير ذلك من المهام المجتمعية التي تستوجب من الجامعات التصدي لها ومواجهتها وتحمل مسئولياتها جنباً الى جنب مع وسائل الإعلام الحديثة فهي جزء من خطوات التطوير.. والله المستعان. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain