×
محافظة مكة المكرمة

مواطن يستولي على حديقة عامة بحي النخيل

صورة الخبر

عاشت اليمن الخميس يومًا داميًا هز أرجاء واسعة من أراضيه، من حضرموت شرقًا، إلى العاصمة صنعاء وسطًا، كانت محصلتها 66 قتيلًا ونحو 88 مصابًا على الأقل، وهو يوم توقع محلل سياسي يمني أن يكون تدشينًا لمرحلة صراعات طويلة الأمد قد تمتد عقدا، وتكثفت الإدانات الدولية الواسعة وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية. وندد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة التفجيرات الإرهابية التي وقعت وسط العاصمة اليمنية صنعاء، وفي معسكر للجيش في محافظة حضرموت والتي أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء، فيما تضغط جماعة الحوثيين على الجيش في اليمن من أجل إخلاء منزل الرئيس السابق لليمن الجنوبي علي سالم البيض في مدينة عدن، تمهيداً لإعادة منزله ومقره له فور عودته المتوقعة من بيروت، حيث يقيم حالياً. ويعتبر البيض أحد حلفاء الحوثيين في اليمن، ويعولون عليه بأن يساعدهم في السيطرة على البلاد، ولدى كل من الحوثيين والإيرانيين قناعة بأن السيطرة على اليمن بالكامل مسألة صعبة. ويقيم البيض في بيروت منذ فترة طويلة فيما يسود الاعتقاد بأنه يقيم في الضاحية الجنوبية بضيافة حزب الله، ويجري اتصالات مستمرة مع إيران. وحذر في بيان له أمس من مغبة انزلاق الأوضاع في اليمن نحو التصعيد في أعمال العنف والاقتتال الأهلي وجرائم التفجيرات الإرهابية. ودعا العربى جميع الأطراف اليمنية إلى نبذ العنف ودعم الجهود المخلصة التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي لإنقاذ البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار السياسي عبر استكمال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والالتزام بتطبيق ما نصت عليه وثيقة السلم والشراكة الوطنية التي تم التوصل إليها مؤخرا تحت رعاية السيد جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، حتى يتمكن اليمنيون من تجاوز صعوبات هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، وذلك وفقا لما حددته مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية. فقد أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التفجيرات الإرهابية التي ضربت اليمن وأدت الى مقتل نحو 70 شخصًا من مدنيين وعسكريين وإصابة المئات في صنعاء وحضرموت. حيث أعربت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن «إدانتهم الشديدة» للاعتداء الإرهابي الذي وقع في صنعاء واستهدف تجمعًا للمدنيين في ميدان التحرير وراح ضحيته العشرات بينهم أطفال، ولم تتوقف إدانة الولايات المتحدة على التفجير فقط، بل أدانت أيضًا الاعتداءات على مقار حكومية وأمنية في مدينة البيضاء معتبرة أن هذه الأعمال تهدف إلى تقويض الاستقرار في اليمن، داعية كل الأطراف إلى التعاون من أجل إنجاح العملية الانتقالية السياسية الجارية في هذا البلد. بدورها حذرت بريطانيا من يحاولون عرقلة العملية السياسية في اليمن بتنامي رغبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراء ضدهم وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن. من جهتها أدانت الرئاسة اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك وجميع الفرقاء السياسيين العمل الإرهابي، وطالبوا بتحكيم العقل والعودة فورًا إلى طاولة المفاوضات للبحث عن رئيس جديد للوزراء بعد اعتذار الدكتور أحمد بن مبارك وإيجاد بديل آخر يتفق عليه الجميع وفق اتفاق الشراكة السياسية الموقع مؤخرًا. صراع طويل والحادثتان تمثلان بحسب الكاتب والمحلل السياسي حسن العديني «جولة أولى لمرحلة صراع قد تمتد إلى عقد من الزمن على أحسن الأحوال، وكل الشواهد تؤكد ذلك». وعلى الرغم من أن الحادثتين تحملان بصمات القاعدة خاصة عملية الحزام الناسف بالعاصمة إلا أن جماعة الحوثي المسلحة اتهمت «أطرافًا خارجية» لم تسمها بالوقوف وراء العملية. وبرأي العديني لـ«الأناضول»: «ليس هناك حل للأزمة، ولا وجود لحل مرئي، الحوثي سيفرض مرشحه لرئاسة الحكومة من دون موافقة بقية الأحزاب السياسية، لكنه سيبحث بعدها عن مبرر جديد لتفجير الصراع». والتدهور الأمني في اليمن والذي ينذر بتفاقم الأوضاع أكثر وانحدارها نحو المجهول، يراه مراقبون سيستمر إن لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته مع إلزام جميع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية على تنفيذ ما اتفق عليه. هذا وتبقى الأوضاع مرشحة لمزيد من السخونة في ظل ارتباك المشهد السياسي والأمني الذي يسود البلاد حاليًا.