×
محافظة حائل

تعتبر أول جامعة تستكمل جميع متطلبات النظام جامعة حائل تبدأ مرحلة التعليم الإلكتروني بإطلاق «بلاك بورد»

صورة الخبر

ليست هناك لجنة تحكيم في برنامج المواهب التلفزيوني الأميركي الجديد «الكرسي» الذي يبحث عن موهبة سينمائية جديدة في عالم الإخراج السينمائي. كما لا يُمكن للجمهور أن يصوت في كل حلقة، كما اعتدنا في برامج البحث عن مواهب تلفزيونية في برامج تلفزيون الواقع. كذلك لا يوفر البرنامج فرصاً للراغبين بالاشتراك فيه، فهو اختار قبل انطلاقه مشتركيه الاثنين بعناية، وجائزته الأهم: منح المشتركين الإمكانات لإخراج الفيلم السينمائي الأول لهما بأموال البرنامج التلفزيوني وشركات إنتاج سينمائية صغيرة، هي مدفوعة سلفاً للمتنافسين، وهناك مكافأة ماليّة (ربع مليون دولار) ستكون بانتظار أحدهما، يحددها تصويت الجمهور بعد وصول الفيلمين إلى الصالات السينمائية الأميركية (عُرض الفيلمان في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي). يُعد البرنامج تحويلة مُهمة لبرامج اختيار المواهب التلفزيونية التي يزيد عمرها على عقد كامل من دون أن تُثمر عن «مواهب» كبيرة مع استثناءات قليلة جداً. فبرنامج «الكرسي» الذي يعرض على قناة «ستارز» الأميركية، يبدو واعياً بخصوصية المُغامرة التي يدخلها، والتي تتطلب عزل البرنامج ومشتركيه عن السيرك الإعلامي المُعتاد والحلقات التلفزيونية الحيّة، فهو نُفِّذَ بأسلوب الحلقات التسجيلية المسجلة المُتسلسلة، واختار الذين يقفون خلفه من المشتغلين في السينما أصلاً، والذين تعلموا أسسها النظرية في المدارس، وحِلمهم الوحيد هو الوقوف خلف الكاميرات السينمائية كمُخرجين. وتتلخص تركيبة البرنامج التلفزيوني، بمنح مخرجين واعدين مبالغ مالية متساوية لإخراج فيلمين روائيين طويلين، يستندان بخطوطهما العامة على سيناريو واحد، لكنهما يملكان حريات كبيرة في اختيار المُعالجة السينمائية الخاصة، وكذا اختيار الممثلين والفنيّن وأماكن التصوير وكل التفاصيل الخاصة بالعملية السينمائية. وبعد إنجاز الفيلمين يُعرضان في الصالات الأميركية، على أمل أن تدفع شعبية البرنامج التلفزيوني كُثر لدفع مبالغ لشراء بطاقات الدخول لمشاهدة الفيلمين في الصالات (من المُنتظر أن يقدم الموسم الثاني من البرنامج الأحداث التي أعقبت عرض الفيلمين جماهيرياً ويُحدد الفائز). يُوفر الاختلاف بين خلفيات وشخصيات مشتركي البرنامج التنوع المطلوب، فالشاب شين داوسون، هو شخصية معروفة على موقع «يوتيوب»، إذ يتابع قناته الخاصة هناك أكثر من 10 ملايين شخص، ينتظرون بتلهف الأفلام الكوميدية القصيرة التي يخرجها ويقوم ببطولتها منذ سنوات. أما المشتركة الأخرى آنا مارتيموسي، فهي كاتبة سيناريو (في جعبتها فيلم طويل واحد ومجموعة من الأفلام القصيرة)، وتعمل سوياً مع زوجها، وهذا من شأنه أن يثير بعض المشاكل والحساسيات. ما يلفت الانتباه في البرنامج الجديد، هو طول الحلقات (ساعة لكل حلقة) ونفسه التسجيلي التلقائي الصادق، والذي يكاد يكون غريباً على التلفزيون الأميركي التجاري، إذ ستكشف الحلقات ومن دون أي إثارة زائدة عن هواجس وقلق ولحظات السعادة الطافحة للمشتركين، وأحياناً تململهم من حضور كاميرات البرنامج التلفزيوني، على رغم إن هذا الأخير هو السبب وراء وقوفهم الأول خلف الكاميرات السينمائية، إلا إن المشتركين ولانشغالهم الذهني والعاطفي الكامل بما يقومان به، لم يطيقا الكاميرات التلفزيونية أحياناً، وهذا نُقل بشفافية كبيرة للمشاهد التلفزيوني. لكن الأمر المُحير في هذا المشروع، هو اتجاهه صوب السينما التجارية الشعبية، على رغم أنه يعمل بأدوات وموازنات السينما المُستقلة الأميركية. فشركة الإنتاج التي تقف خلف إنتاج الفيلمين المقبلين (هناك شركة أشرفت وتدخلت بكل تفاصيل المشروعين السينمائيين)، دفعت الفيلمين باتجاه التقليدية المضمونة، وشذبت المشروعين من أي مغامرات فنيّة، تبدو مهمة في أعمال المخرجين الأولى، كما إن تحديد الوقت لإنجاز المُعالجات الخاصة بالسيناريو والتصوير والمونتاج التي فرضها المشروع، هو بشكل عام ضد الحرية الفــنيّة المــطلوبة في أعمال السـينما. وعلى رغم إن البرنامج يُوفر فرصة رائعة لعشاق السينما وطلابها، بما يقدمه من تفاصيل عن كل مراحل الصناعة السينمائية، إلا إن نجاحه الشعبي الواسع هو محل شكوك، كذلك قدرته على عبور الحدود الأميركية ليصل إلى جمهور عالمي، كما فعلت برامج مواهب تلفزيونية سابقة. فالتفصيلية والتخصص اللذان ميزا الموسم الأول من البرنامج، ربما يُبعدان جمهوراً كبيراً عن المُتابعة، لكنّ الذي يتحّلى بالصبر على نَفس ومقاربة الحلقات الأولى، ستنتظره فرصة نادرة للاقتراب من عالم السينما وصناعتها، والتفاصيل الكثيرة التي ترتبط بتحقيق أي فيلم.