×
محافظة عسير

الدغيم إلى رحمة الله

صورة الخبر

يقول أحد الاصدقاء أصبحت أسرح كثيرا بخيالي في زحام الرياض الشديد. فأصبحت السيارة بالنسبة لي ولغيري عبارة عن غرفة للبوح الذاتي او نوافذ لتخفيف او زيادة جرعة القلق النفسي. وفي وسط هذا التضارب النفسي والزحام وجدت نفسي امام سيارة تحمل لوحة الامارات العربية المتحدة ومكتوب على زجاجها الخلفي وبخط عريض: "من دار زايد جيت لعيون الهلال"، فأخذتني العبارة الى رحلة جميلة في حلم اتحاد الخليج. وزاد الحلم اكثر عندما شاهدت ابناء الخليج في المدرجات بلباسهم الذي نعرفه فيما بيننا ابناء الخليج. فكم هي جميلة تلك اللوحات التي جمعتنا في حلم اسيوي. وبالرغم من خروج ممثل الامارات على يد الهلال، الا ان هذا الاماراتي الخليجي الاصيل يعرف معنى الرياضة ويعرف معنى حلمنا الخليجي فحضر لمساندة ممثل الخليج والعرب. ولكن هل كان كل المشهد ورديا حالما؟ مع الاسف الشديد لم يكن كذلك. فالرياضة اصبحت، مثل زحام شوارع الرياض، ضغطا نفسيا "يخرج اسوأ ما فينا!! وأسوأ ما افرزت الرياضة لدينا هو التعصب. والتعصب من أي طرف كان سواء من الهلال او منافسيه مرفوض وليس هو البذرة التي نريد ان تنمو في حقول وعقول صغارنا. انها نبتة شيطانية تغافلنا عنها باتت تهدد كل ازهار الحقل. التنافس والتشجيع والحب والكره مشاعر انسانية لا يمكن اغفالها. ولكنها يجب ان تبقى في اطار الانضباط وعدم التجاوز والتعدي على الآخرين والاخطر انها باتت تتعدى حتى على لحمة الوطن. وهو ما تخوفت منه معظم الامم. ففي مارس العام الماضي وضعت الامم المتحدة بعض برامجها مثل البرنامج في غرب اوروبا عن موضوع التعصب الرياضي، واصبح على رأس قائمة الاولويات.وكانت القاعدة التي انطلقت منها في هذا البرنامج لمحاربة التعصب والعنصرية في الرياضة هي أن الرياضة مكان تجتمع فيه الانسانية لتفجر فيه طاقات المبدعين في تنافس شريف لرفعة اوطانهم دون تقليل من شأن الآخرين. ومنظمة حقوق الانسان كذلك ادركت حجم التعصب الذي باتت الرياضة تنقله بالرغم من ان شعارها الاولمبي يخالف ذلك. شعار ينادي بالتفاهم الانساني ونبذ التعصب واللعب النظيف العادل والتضامن الانساني والتبادل الثقافي ولكنه يقود الى ما هو ضد حقوق الانسان. كل هذا في شعار تعاون بين دول غير متجانسة وتجمعها الانسانية فقط، ولكن كيف بشعارنا على المستوى المحلي والخليجي. فأهل الخليج برهنوا بحضورهم في استاد الملك فهد الدولي عن صور حب عميق للمملكة لممثل الكرة السعودية على نهائي ابطال اسيا. وهو حب نبادلهم اياه كمواطنين سعوديين وليس كمشجعين فقط لممثل الوطن. وقفة نريدها لنبحث في جذور التعصب الذي انطلق ينفث سموما في جسد الرياضة السعودية، بغض النظر من قال به او تبناه او شارك فيه بقصر نظر. الوطن لا يقبل القسمة بين المتعصبين، خاصة بسبب جلد منفوخ. والأدهى والأمر غياب اثر التربية من أي مصدر كان رسميا او غير رسمي عن مفردات المتعصبين. الامم المتحدة دعت في العام الماضي ومن قبله لان يشارك الجميع في فعاليات نبذ التعصب والعنصرية وان يشارك الجميع ايضا بنشر صور من قصص المحبة والتضامن ونبذ التعصب الرياضي الذي بات وقودا للتطرف الرياضي. ومن اهم انواع المشاركات ان نصور تلك المشاهد الجميلة التي تجمعنا ولا تفرقنا. وانا اليوم اشارككم بتلك الصورة الجميلة لهذا الاخ الاماراتي الذي جاء من دار زايد ليشاركنا فرحة ما تمت، ولكنها اكتملت بلوحته الانسانية الرائعة. فتحية الى كل من شاركنا حب الوطن وتحية لمن ترفع عن تمرير رسائل العفن والتعصب. فوسائل التواصل الاجتماعي نقتنص من اسمها التواصل وليس التقاطع، فلنحسن استخدامها او لنقتدِ بشيء من ثقافة ديننا الحنيف التي تأمرنا بأن نقول خيرا او نصمت. دمتم ودام عز الوطن وبه يتحقق عز الخليج.