×
محافظة المدينة المنورة

كرسي دراسات تاريخ المدينة المنورة

صورة الخبر

يكاد يكون السعوديون في عددهم من أكثر العرب المنتمين إلى الحركات الأيديولوجية الدينية الكثيرة المنتشرة في الداخل وفي الخارج وفي مناطق القتال المتعددة في عالمنا العربي، تجدهم في حركات مثل الإخوان، والسلفية الجهادية، والقاعدة، والسرورية، والجامية، وجند أنصار الإسلام، وجند أنصار الله، وجبهة النصرة، وأنصار الشريعة، وأنصار بيت المقدس، وتنظيم داعش، وغيرها. ما يستوقف النظر في هذا المشهد الانتمائي الأيديولوجي الحركي الواسع لدى السعوديين، هو أن أدوارهم فيه ليست رئيسية ولا قيادية، هم غالبا لا دور لهم في وضع الأفكار الأيديولوجية نفسها، ولا في تأسيس الحركة أو تولي قيادتها، في معظم الحالات يقتصر دورهم على الاتباع لغيرهم من واضعي الفكر ومؤسسي حركته!!. خلاصة القول، إن هؤلاء المنتمين إلى الحركات لا يبتكرون الأفكار الأيديولوجية التي يتبنونها، ولا يؤسسون الحركات التي ينتمون إليها، حظهم من انتماءاتهم تلك أن يكونوا مقادين لا يقودون، وتابعين لا يتبعهم أحد. حين نستعرض الحركات الأيديولوجية التي ينتمي إليها هؤلاء، نجد أغلبها إن لم يكن جميعها مؤسسوها وقادتها من غير السعوديين، مثل السرورية، التي أسسها محمد سرور (سوري)، وتولدت عنها حركة (الصحوة), والجامية التي أسسها محمد أمان الجامي (إثيوبي), وتنظيم القاعدة المرتبط بالظواهري (مصري)، وجبهة النصرة المرتبطة بالجولاني (سوري)، وتنظيم الإخوان المرتبط بالبنا (مصري)، وتنظيم داعش المرتبط بالبغدادي (عراقي)... وهكذا!!. فعلى أي شيء يدل هذا الوضع؟ هل يدل على أن شريحة كبيرة من هؤلاء تغلب عليهم السذاجة فيسهـل إغواؤهم وخداعهم وتسخيرهم لخدمة مصالح غيرهم وتحقيق غاياته؟ أم يدل على أنهم يغلب عليهم العجز عن الاستقلالية في التفكير؟ أم يدل على أنهم أصلا لا يحسنون التفكير ولا يملكون القدرة على التدبير؟. كم هو مؤلم أن يكون هؤلاء أكثر المنضمين إلى تلك الحركات الأيديولوجية البعيدة عن الحق، وفوق هذا يكون انضمامهم في صورة تعكس التبعية ليس إلا!!.