بعدما كان موعد ولادة الحكومة مرجحا بين لحظة وأخرى عادت العقبات مجددا لتحول دون إبصار حكومة الحريري النور بعد 46 يوما على تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، وبالتالي لا موعد محدد بعد لإعلانها لأن الأمور تحتاج إلى مزيد من التشاور. وقالت مصادر مطلعة إن اتصالات حثيثة تُجرى لإقناع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بصيغة الحكومة الثلاثينيّة، لا سيّما أنه كان يفضّل الحكومة المصغّرة ذات الـ24 وزيرًا حتّى لا تؤثّر على إنتاجيتها. وأشارت مصادر مواكبة لعمليّة تشكيل الحكومة أن الرئيس على قاب قوسين القبول بالصيغة الثلاثينية. وأكد النائب وليد خوري في تصريح أمس الجمعة أن بورصة التأليف رست على الحكومة الثلاثينية على الرغم من أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف كانا يرغبان بحكومة من 24 وزيرا، وقال «توزيع الحقائب بعد التوسيع أدى إلى تأخير الولادة الحكومية ولكن لا أشعر أن هذا الأمر سيشكل عقبة أساسية تحول دون تظهير الحكومة، متوقعا في هذا السياق أن تبصر الحكومة النور قبل عيد الميلاد في الخامس والعشرين من الجاري. وأعرب عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم في تصريح الجمعة عن اعتقاده «أن المسألة متوقفة عند الاقتناع بأن صيغة الثلاثين وزيرا هي الأجدى وهي التي تساهم في الوصول إلى حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى السياسية وعدا ذلك فهو تفاصيل». وأشار إلى أن «الأٍسباب الحقيقية وراء تأجيل التفاهم على صيغة الثلاثين وزيرا غير معروفة مع العلم أنه ومن اللحظة الأولى تم التوافق عليها من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وعادوا وتراجعوا عنها إلى صيغة الـ24 وزيراً»، مشددا في نفس الوقت على «َضرورة الإسراع في التأليف لأن أمامنا استحقاقات داهمة». فيما لفت عضو كتلة «المستقبل» النائب جان أوغاسبيان إلى أن «هناك توجه عام لدى كافة الأطراف بالإسراع بتأليف الحكومة لأنه يجب علينا أن نستفيد من قوة الدفع الإيجابية الحاصلة في البلاد»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر أرسى أجواء إيجابية أكان فيما خص الداخل أو الانفتاح على الخارج الإقليمي»، مشددا على أننا «في أمس الحاجة لإعادة الثقة والاستقرار ولتحريك عجلة الاقتصاد». وعن مسألة التأخير في تشكيل الحكومة سعيا إلى تطيير المهل الخاصة بإجراء الانتخابات، أعرب اوغاسبيان عن اعتقاده أن «هذا الأمر غير صحيح ولا رابط بين إقرار قانون للانتخابات وتشكيل الحكومة»، لافتاً إلى أن «هناك عدّة اقتراحات قوانين ولا مانع أن يقوم المجلس النيابي بدوره ويناقشها». من جانبه قال الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري: التقارب الذي جرى مع «التيار الوطني الحر» أظهر أن هناك الكثير من الأمور التي نتوافق عليها هناك بعض الأمور تبقى مادة للنقاش والبحث وتقريب وجهات النظر لكن الأساس أن يبقى البلد هادئا وبعيدا عن النيران التي تجري من حولنا